بينالا الكهربائية الفائقة في عرضه الخامس وتحولات العلوم تشكيليا

المقاله تحت باب  فنون عالمية
في 
23/12/2008 06:00 AM
GMT



 
بعيدا عن مألوفة مظهرية العروض التشكيلية، وكعرض لا يحمل من سماتها سوى فضاء قابل للتحوير بما يناسب تشكيلاتها المتنوعة. بدت مساحة عرض قاعة فن مدينة مالمو السويدية عارية إلا من بعض مما يدل على عروض غريبة . فورمات مبعثرة في زوايا وحنايا العرض المفتوح على وسع مداه. فورمات (هياكل ميكانيكية) ملغزة بفعل سري متصل بأسلاك كهربائية مختلفة الحجوم، تروس ومكائن صغيرة ومضخات دقيقة من البراص والحديد، قابعة في زواياها تخترق المكان وزمانه بتوقيع أفعالها وبنوايا اختراق الفعل الإدراكي للصور الخيالية بفعل محركات ميكانيكية ديناميكية أثيرية. 

 البينالي الخامس للكهربائية الفائقة (1) لهذا العام اختار تيمته الاجتماعية (رغم لا مألوفيتها) فكرة ومجالا تواصليا مفتوحا على افتراضات ذهنية مبدعي أعماله الميكانيكية وضمن استغلال مجال الميديا (الميديا ارت) الذي يشتغل على الانترنيت وتقنيات الدجتال الدقيقة كمعلومات تنفيذية. وان بدا التصور في هذه الأعمال واقعا أو ملتبسا بشراك الفكرة المعقدة ضمن حيزها الميكانيكي وصياغاتها الإخراجية. فليس الفضل للملاحظة ولا للتقنية وحدهما في تحقق فعل الصياغات والتمثل والإخراج لهذه الفورمات (المفكرة)، بل كان للخيال دور فاعل في تحقيق ذلك. والفكرة (2)، بما أنها لم تتحقق في هذه الأعمال إلا عبر دروب خبايا الهامات أخيلة جاهزة الفاعلية بفضل محفزات أزمنة الحداثة الفائقة (3) التي وفرت لها مناخا حاضنا جاهزا. لقد تم ومنذ عام (1999). عام العرض الأول، استقطاب الفنانين الذين يستعملون المواد الجديدة في الفن الإلكتروني (4) كقناة اقتصادية لعروض هذا البينالي. و (خريجو الفن الجدد هم من اهتموا بجدارة بالإلكترون وتاريخه وانعكس ذلك على توجههم التكنولوجي الجديد في الاستعمال والانطباع التكنولوجي لهذه الأيام (كتلوك العرض).

  لقد تم انتقاء أربعة عشر عملا لهذا العرض ولعشرة فنانين من خمسة دول هي: كندا، ألمانيا، النرويج، لتوانيا و هولندا. أربعة عشر عملا فقط هي قناعة الاختيار الموافق لعنوان العرض الاجتماعي ( التقدم والزمن) وبمراعاة مبثوثاته الظاهراتية والفسيولوجية الطبيعية والميكانيكيا الألكترونية و الميديا التواصلية الأثيرية. ودون إغفال محركات الفكرة العلمية و الفنتازية. وفعلا جمعت العروض المختلفة شروط إخراجها بمحاذاة نوايا العرض المعلنة. وتمتع كل عرض من العروض باستقلالية فكرته وإخراجها باجتهادات علمية مركبة ومتزامنة مع حاضر زمنها. ولم تكن الطبيعة ولا أخطارها، ولا البيئة ولا اجتهادات الميكانيكا الدقيقة ولا الغاز الفعل الاجتماعي الأتصالاتي، ببعيدة عن مبثوثات هذه الأعمال. أعمال نفذت بهاجس اجتياز الزمن الآني لمستقبل هو جزء من حراك منفلت. وكأعمال متفردة بطرق إخراجها كنماذج جديدة لمحاولات ولوج فضاء جديد، فضاء فن الفكرة العلمية. ليس كما هو معهود أعمالها السابقة. بل بحوافز بث الروح لتروس الآلة لحد موازاة الفعل الاختراقي ألتعديلي لحراك الطبيعة والفعل الميكانيكي المبدع.
 
 
  لكل عصر مناهجه العلمية وطرقه التدريسية، ومنها الفنية، والتي تتماشى وسبله الإدراكية المعرفية والوجدانية. ومع انفتاح هذه السبل على مدارك شاسعة يصعب حجزها أو اختزالها بحدود إجرائية معرفية مقننة بنوازع إيديولوجية حصرية أو اجتهادية واحديه. بات من نتائج ذلك ظهور ظاهرة الانسلاخ بقدر كبير، في المجال الأكاديمي الفني، عن المناهج التقليدية السابقة والتي يختار بموجبها طلبة الفن التشكيلي أساتذتهم بما يوازي تأثرهم الشخصي بالمنجز التشكيلي لهؤلاء الأساتذة. وهو تقليد استمر لحقبات عديدة. واستبدال ذلك بدراسات واجتهادات ذاتية تتمتع بحريتها الاستقصائية وطرقها التنفيذية الإجرائية بموازاة مبتكرات الوسائل الميديوية الفائقة. وهذا ما نلاحظه من خلال الانتشار الواسع للعروض الفديوية الفنية وغرائب التشكيل الفكروي. ولع شكل ابرز سمات عصرنا الحالي. مثلما شكل ذائقة رعاة ومخططي العروض التشكيلية في بلدان الشمال الأوربي، وبما عرف عن ولعهم الفائق بالتكنولوجيا عموما وبالإلكترون خصوصا. هذا الولع هو الذي صنع فكرة عروض هذا البينالي الأكتروني الفني كتبشير بفن تشكيلي مستقبلي وتسويقا لفكرته التنبؤية. 

 لنعاين بعض من هذه العروض:
 البيئة السحرية:

 من اجل فهم عمل الفنان الألماني (كرستين ارجنزجر (5) في سعيه لأنسنة الطبيعة أو البيئة في عمله المعروض في هذا القاعة. علينا الرجوع إلى أوليات منشأ محركاته الذهنية وصلتها بمنجز واحد من أفضل فناني بلده، وهو الستيني (يوسف بويز). فبويز هو العراب الأول للفن الاجتماعي الألماني وما تفرع منه من أفكار ألهمت أحزاب البيئة (الخضر) توجهاتها. لا بل أكثر من ذلك استطيع أن استشف من خلال أطروحاته صلة وصل بتوجهات هذا البينالي الفكرية. وذلك راجع أولا لدعوته لنمذجة التفكير انطلاقا من بيئته الاجتماعية، واستلهامه لمواد غريبة في تركيباته وبشكل خارق، تركيبات تتشكل بتكرار عناصر بسيطة للغاية ( صحاف بيض، سمن، لباد، قرص عسل، لاتينوهات، أجهزة تلفون، لوحات نحاسية، مصفاة وأجهزة إرسال) أو (الدم، الموسلين المضاد، ابر الحقن، عظام، وحيوانات مختلفة . . ) و من خلال قطبي (الجمود والدفء) وما بين (البرودة والحرارة). والجمع ما بين الوظيفة الأولى والمعنى والأهمية للتجارب العتيقة. مثلما سعى إلى (فن حار) ذو طاقة تنتجها العلاقات الإنسانية ودرجة رقيها (6). هذا الاستشهاد المطول أجده يشكل حلا للغز العرض الأكتروني هذا واشتباكه بنواياه الاجتماعية المؤنسنة. وبشكل خاص لصلته الوثقى بعمل الفنان (ارجنزجر). فكلا الفنانين استلهما الطبيعة (وان تكن إنسانية أكثر في عمل كرستين أكثر إلهاما من أعمال بويز). كذلك كلاهما استعملا مواد مشابهة لبث مشاعرهما المتماهية ومساحات البيئة وجزئياتها. فمادة (اللباد) ومظهريته عند بويز، تقابلها مسطحات مادة العمل اللدائنية التي تشكل مظهر العمل الخارجي عند كرستين. وان كان بويز يسعى لإشراك البيئة في تدفئة حواسه الخاصة. فان ارجنزجر اشتغل على أن تتلمس الطبيعة (الجبل) دفين دفء وجدانيتها. فاشتغل على استغلال ميكانيكيا الإلكترون لحراك صفائحه بمقاربات الشهيق والزفير وعلى صدى إيقاعاته. وباتت تلاله تلامس نبضات القلب ودفأها في ذبذبة حراك إيقاعاتها صعدا وهبوطا. وجمع في عمله هذا مابين الفنتازيا والعلم، حلما راود أكثرنا في لحضة صفو لا تعوض. فان كان الجبل وهو من الأرض صلبا غير خاضع للحراك إلا بنوازل الطبيعة وكوارثها. فقد أصبح طيعا لفعل الحراك التنفسي بفعل غرائبية الفن التشكيلي الافتراضي. وبات يتماها ونبض أفئدتنا ودفأها الإنساني.
 البيئة المعدلة:

 غرابة عمل الفنان اللتواني (ايرو تورنست) تكمن في توظيفه مواد طبيعية خام، وهي هنا الماء. لقد انشأ حوضين متوازيين ملئهما ماءا. وشغل مصدرا صوتيا يطلق ذبذبات تفعل فعلها بمحتوى الحوضين وسطحهما المائي. وخلق بعمله التركيبي هذا نحتا تجميعي لفورم متموج بتأثير من الاهتزازات الصوتية أو ذبذبتها على سطح الماء، حادثا سلسلة متعاقبة من العمليات التغيرية المشابهة للرصد الجوي للتموج وبمعطيات المسح المكتسب من العواصف التي مرت على أوربا في السنوات السابقة. لقد اشتغل هذا العمل على اتحاد ثلاثة مجموعات من المواد البيئية والتي هي: الهواء- الماء- الصوت- في مسعى تقليدي لهيولى البيئة واستمرار نظام تموجها وكثافته وبتوظيف مصدر الصوت وإدامتها.

 في فصل الشتاء بين عامي (06/07) سجلت المراصد الأوربية عاصفة قوية. وبالرجوع لدراسة معطياتها وفحص دينامكية حراكها وانعكاساتها وسرعة تغيير الريح وتحليل معطيات هذه المعلومات وبالاستعانة ببرمجيات الكومبيوتر استطاع الفنان من خلال كل ذلك التمكن من إخراج عمله بموازاة هذه المعطيات التي أوصلته لأحداث الصوت ألتغييري الذي مكنه من تنفيذ عمله التموجي ألحراكي. ولغز العمل لا يكمن فقط في مظهريته. فالمظهرية في هكذا أعمال لا يعول عليها فقط. بل على كونها مستخلصة من نتائج بحث علمي بنوازع إخراجية فنية. وهذا العمل بهيئته العامة لا يخلو مع ذلك من سحر مظهريته الفنية. لقد حجز له حيز خاص، غرفة مظلمة بدت فيها كتلتين مقتطعتين كمتوازيا مستطيلين من المياه المتموجة بانسيابية مختلفة بعض الشيء، عائمتين وسط فضاء الغرفة، وسط الظلام. سحر شفيف يغلفهما وإيقاع ساحر يردد صدى تموجهما. وحتى الصوت بأداته التي يغمرها الظلام وبإيقاعه العميق يبدو متناغما وارتدادات شبكة التموج. لقد غذت تضادات الظلمة ومصدر التموج الضوئي ديناميكية فضاء العمل (هواءا) ومغنطت جزيئات الكتروناته الخفية وبات المشاهد مأخوذا بشبكة مجساتها النسيمية الخفية. كما لم تخفي طريقة إخراجه الفضائي صلتها بالعمل الفني الفديوي ولو مظهريا. وربما لو استبدلنا (شاشة) العرض الفديوي لحصلنا على نتائج مشابهة. لكنها سوف تبقى قاصرة عن حميمية فعل المادة الطبيعية (الماء) وصلته الوجدانية العمق بالنفس البشرية وسحر تشكيلات تموجه. وهذا ما قصده الفنان بالتأكيد.

 العمل الآخر الملفت للانتباه هو عمل الفنان الهولندي (اريك اولفسن (7) المعنون: شخوص مدنية.
 اختار الفنان احد ممرات محطات القطار (محطة سافوي) (8) الأنيقة ذات الحواجز الشفافة التي تفصلها عن فضاء المدينة الخارجي، اختارها مجالا لإخراج عمله السينمائي الفديوي. استخدم شاشة عرض مبالغ في استطالتها لتتوافق وامتداد الممر وحركة سالكيه من المسافرين أو المتنقلين. وبسرعة كامرة بطيئة (سلوموشن) سجل الفنان وثيقته العابرة هذه شهادة لحراك حضارة جديدة ذات أعراق مختلطة (كما هو الحال في أوربا) وسبل حياة متشعبة وسلوكيات متعددة وهجينة. تكمن أهمية العمل في إخراج صوريته المدهشة أولا ووثائقيته وميزته التأملية. زاوية نظر أمامية مفتوحة على امتداد استطالة مقننة تفي الفنان غرضه وبكامرة خفية تم انجاز الفلم كتشريح لمفاصل حيواة عابرة متشابكة ومصائرها الآنية ومندفعة إلى مجهولة أزمنتها القادمة القريبة والبعيدة منها. علاقات حميمية، توحد، عزل، ترقب، حيرة،اندفاع. مشهد يمر ببطء قابل للتمعن كلحن عاطفي بنبرة واطئة وإيقاع يتجاوب ونبض الروح. العجالة مشدودة بوتر يمط لحظات تسرعها ويهدئ من روع انزلاقاتها لهاوية الهموم المعاشة بوقع تسارع خطواتها. الدجتال بتقنياته المتطورة نحت الشخوص بكثافة نسيجها وسط فضاء اقل حدة وأكثر ضوءا وأبهج شفافية. أنصاب تحركها نوايا أفعالها المستقبلية. وفضاء يمنحها تطهيرا من لحضاتها الهاربة تجاه لا يقينية فضاء خارجي أكثر اكتضاضها وديناميكية، لكنه ملغز باستيطانياته العملية والترفيهية المفترضة ومخططات مصائر أناسه. التكنولوجيا قدمت حلولها السحرية للفنان واشتبكت ونسيج العلاقات الاجتماعية الظاهرة على السطح العابر. نموذجا أو عينة لشريحة مجتمعية معاصرة في لحظة زمنية عابرة.
 عملين للفنان الدانمركي ( كرستوفر ميخا (9): الماكنة المتعاضدة و الأسطوانة.
 

 الموسيقى، وهي الحان تنساب على وقع دوران اسطوانة صندوق الموسيقى التقليدي. دوران ميكانيكي بإبر تخترق نسيجا معدنيا مرورا تعاقبيا وحسب مصدر اللحن وإيقاعه. العمل الأول الذي اختاره الفنان من ماكينتين تطلق صوتين متصادمين، ليس كمجال للتشويش، بل لإثارة غرابة صوتية هي صدى لأثر معدني غالبا ما أثار شجن غابر. وهي إشارة أيضا إلى أنها باقية هنا بنحو متزايد ومتوقف على مدى إثارتها لأصوات مهجورة مستعادة بتصادم جدتها وقدمها. نحن دائما نعي الكلمات كلغة واقعية. وفي نية هذا العمل أن يسبر نشاطها السري بإثارة اختلاطات خطابات متعددة. وهي ميكانيكيا تسعى لأن تحافظ على وقع خطابها الترددي بفاعلية تصادم تروسها المعدنية المتصادمة واستبدال واقعية اللغة بلا واقعية مفترضة. ربما هو استشهاد بالخطاب المشوش أو لغة الطرشان كما يفضل غالبيتنا القول.

 العمل الثاني هو اسطوانة أيضا تشتغل بميكانيكا تروسها المبرمجة الكترونيا. وان كان العمل السابق يشكل طابعة صوتية. فهذا العمل يشتغل كطابعة حروفية لمساحة ورق كبيرة تنسحب من اسطوانة لفافتها الضخمة على وقع آلة تثقيبها تسطيرا لحروف الطباعة المألوفة أو بتحويرها لأشكال هندسية أو أي شكل آخر. ثقوب هي حروف افتراضية بتنفيذ عالي الجودة. وبزمن يبلغ أربع وعشرون دقيقة لكل مائة وثلاثون مترا طولا. المدهش في هذا العمل إمكانيته التصميمية العالية. وهو كآلة افتراضية ملفتة للنظر لا يختلف عن أعمال ميكانيكية كرست نماذج فنية حداثوية في أزمنة التجميع التشكيلي الفني. واعتقد أن المقدرة التصميمية وهي ولع أوربي سيطرت على الدافع الاجتماعي الذي اظمرته غالبية الأعمال الأخرى وبقيالإدهاش المكني في هذا العمل بنصاعة مواد سطوح بنائاته وجودة تصميمه هو الغالب. فالعمل وبشكل عام لم يفقد إثارته وسط مجموع الأعمال الأخرى، والإثارة لا تفقد فاعليتها ضمن وسط الحراك الاجتماعي المعاصر.

 الأعمال الأخرى جمعت مابين فاعلية التيار الكهربي الواطئ والمرتفع والاشتغال على شدته بشكل مباشر، ومابين أعمال استغلت الميكانيكا الدقيقة المصممة وسط متاهات آلية تصميمية كلوحة السيطرة الضوئية الميكانيكية للفنان الكندي (بيل وورن (10). أو عمل الفنان الألماني (رالف بيكر (11) بصرامة إنشائية شبكة ركائزه المعدنية الخارجية والداخلية وسرية مسار حركات جزئيات بندولاته ضمن مساراتها الصاعدة والهابطة. متاهة إنشائية مغلقة تختلف في مشهديتها بشكل كبير عن متاهة الفنان الكندي (دين مورين (12) الذي وظف آلة (الدش) مجالا لإنعاش وتطهير سكنه فتسلقت الجدران وافترشت الأرضية شبكة أسلاكها بدلا من أنابيها. وباتت الكهربة هي المتحكمة في مسارات عملها ألتطهيري. نبوءة لعصر كهربي جديد ربما تشكل بعض مساراته جزءا من نظام أجسامنا الحيوي.

 يبقى العرض بشكل عام يحمل بصمته الميكانيكية كورشة معملية تحاول اختراق حواجزها المصنعية العلمية بمحركات وجدانية، اجتماعية. خيالية. كاسرة حواجز التقنية المصنعية الصارمة، وكعلامة تنبؤية لمسارات تشكيلية مستقبلية تحاذي مسارات غزو الإلكترون ونواياه التواصلية عبر شبكاته العنكبوتية التي سلكت تشعبات دروب شبكة الاتصالات العالمية. أعمال كهذه تدعونا لمراجعة ذخيرتنا التشكيلية السابقة بهاجس ترقبي لمفاجآت قادمة تتطلب منا اجتهادا معرفيا تجاوزيا متواصلا وحراك ذائقي يرفض الثوابت الحسية والتقنية في آن واحد